لا شك أن الثقافة هي أحد أركان بناء وتنمية المجتمعات، إذ تشكل الركن المعنوي فيها لتشمل كافة الجوانب غير المادية والمتمثلة في القيم والأفكار والتقاليد والموروثات والأذواق وغيرها من الجوانب المختلفة التي يختص بها مجتمع معين عن غيره من المجتمعات، لذلك فإن أي محاولة للفصل بين الثقافة وبناء وتنمية المجتمعات هي محاولة فاشلة.
توضح الأبحاث والدراسات الحديثة في هذا العلم تأثير الثقافة على تكوين الشخصية ونفسية الفرد. ويعتبر تحليل السلوك الثقافي أداة هامة لفهم السلوك والتفاعل في المجتمعات المختلفة.
فالثقافة ليست مجرد مجموعة من القيم والعادات، بل هي الإطار المرجعي الذي يحدد كيفية تصرف الأفراد، وتفاعلهم مع الآخرين، ونظرتهم للعالم من حولهم.
ورغم تعدد مكونات الثقافة فمن العسير أن نحدد أو نصف الإنسان أو حتى نحكم عليه بأنه شخص مثقف إذا ما أُخِذ في الاعتبار مكون التعليم والمعرفة.
صقل المهارات الفردية حيث أنه عن طريق الثقافة أو التفكير أو التفتيش أو تأثير الثقافة على السلوك البشري القراءة يستطيع الشخص معرفة مواهبه المتنوعة والعمل على تطورها.
المشاركة في تقدم المجتمع، وأيضًا تطوره، حيث أنه كلما ارتفعت ثقافة المجتمع، ارتفع تقدمه وحضارته.
تحدد العوامل الاجتماعية أيضًا التوجهات والمعتقدات الثقافية التي تؤثر على نفسية الفرد.
إن تنمية السلوك الإنساني وتوجيهه يخضع للعديد من المؤثرات؛ كالبيئة، والوراثة، ولكن الثقافة الجمالية تحتل موقعا مهما في تلك التنمية وذلك التوجيه، لما تتأسس عليه من عناصر محببة للنفس، وباعثة الأمل في الآخرين.
وبذلك فنظرة التفاؤل للحياة، وأخذ تكاليفها بقوة سبيلان لتحقيق التميز، وإرساء دعائم الجمال في الكون، نور الإمارات والآفاق، مهما تقلبت صروف الزمان:
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاة تَبَخَّرَ فِيَ جَوِّهَا وَانْدَثَرْ
تؤثر الثقافة على الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض.
إن تحقيق التوازن بين التطورات الحديثة والهوية الثقافية يضمن تكوين شخصيات متماسكة قادرة على التكيف مع التغيرات العالمية دون فقدان قيمها الأصيلة.
إن الثقافة السائدة في مجتمع ما كثيرا ما تجبر الفرد على أعمال أو ممارسات قد تفيد أو تضر بالناحية الجسمية، فمثلا كانت العادة في الصين في بعض الطبقات أن تُثنى أصابع الطفلة الأنثى وتُطوى تحت القدم، وتلبس حذاء يساعد على إيقاف نمو قدميها ويجعلها تمشي مشية خاصة، وكانت هذه المشية الخاصة من علامات الجمال.
- تحدد الثقافة قواعد التفاعل الاجتماعي مثل طرق التحية، وآداب الحديث، والتصرفات المقبولة اجتماعيًا.